أبرز ما تناولته الصحف اليوم

كتبت النهار
ضخَّ “تكتل النواب التغييريين” في نص مبادرته الرئاسية حجما ضخما من المواصفات للرئيس “كامل المواصفات” المطلوب لاطلاق دورة انقاذ لبنان من انهياره المرعب، بحيث يمكن القول إن أي جهة أو حزب أو زعيم لم يبلغ المدى المتسع الكبير للائحة المواصفات كما أوردها هذا التكتل. بصرف النظر عن إمكان النجاح في الناحية الإيجابية التي تكتسبها آلية مبادرة “التكتل التغييري” في اطلاق تحرك أوّلي بين جميع الكتل سعياً الى بلورة خيار رئاسي وطني انقاذي، يستوقفنا في المرحلة المتقدمة نسبياً في الاستحقاق الرئاسي انه لا يزال يدور عند حافة المواصفات النظرية والمبدئية من دون التوغل بعد الى المرحلة الحاسمة المتصلة بالترشيحات العلنية أقله من جانب القوى الحزبية والسياسية النافذة، الامر الذي سيزيد تباعاً طبقات الغموض الذي يكتنف المرحلة.
أما في ظاهرة اختصار الاستحقاق حتى الساعة بملف المواصفات فهي على رغم انها تشكل ملئاً لفراغ انتظار انطلاق السباق الرئاسي بمسمياته ومرشحيه وحسابات معركته الحاسمة، فإنها تستحق أيضا تدقيقا أعمق وأبعد من موضوع الانتظار. يعكس التدقيق عموما في سردية المواصفات، لدى جميع القوى المعارضة وبعض القوى المستقلة والقوى “النخبوية” المتفلتة من كل المعايير السياسية التقليدية، الحجم الهائل الذي بلغه افتقاد البلاد الى قامات من طراز رجال الدولة الحقيقيين والمقتدرين وذوي المهابة والحصانة، سواء في الوجه المتصل بالصفات السيادية أو الإصلاحية، الى درجة يمكن معها استخلاص اكبر مساحة من التسليم الوطني بهذه المواصفات. نقول التسليم الوطني وليس الاجماع لأن هامش المناورات لا يسقط أبداً بين اعلان النيات المتعلق بالمواصفات والتخطيط لاحقا لاعلان ترشيحات قد لا تفي بالكثير من هذه “الوصفات”. كما ان تكبير حجر المواصفات لدى بعض القوى قد يؤدي الى التسبب بمزيد من الخيبات العامة لاحقا في حال سلوك…