يوميات لبنانيين بعنوان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ….. اماني نشابة
تنشر صحيفة ”نيويورك تايمز“ كلّ أحد، صورةً تراها مثيرة للاهتمام.
في ثاني يوم من النشر، تطرح الصحيفة الأمريكية الصورة، للمناقشة مع خبير إعلامي بمجال التفكير المرئي.
ويستمر النقاش حتى الخميس، فهي في ذلك تستهدف ايجاد المبرر لما اختيرت هذه الصورة على وجه التحديد، وجعلتها لقطة الأسبوع، وهي في ذلك تكون صورة تمتلك كاريزما تجعلها تستحق الاستقصاء بخلفياتها واسبابها.
لم يُعرف مَن التقط صورة، عبد الله الساعي، من البقاع اللبناني الغربي، واجتمعت العبارات العفوية التي استفرت رغبة القراء الجارفة بمعرفة القصة.
المواطن البقاعي، ومن أجل تحصيل حقه في وديعة بنكية موقوفٌ صرفها إلا بضوابط رسمية مجحفة، اقتحم البنك مسلحاً بمسدس وقنينة بنزين.. هدد بنسف البنك وإحراق نفسه، إن لم يحصل على وديعته، هو ما دفعه لمثل ما كان فعله.
نجح التهديد ”بميانة“ القوة الأمنية التي ضمنت له الحصول على وديعته، إذ سلّمها لزوجته التي كانت تنتظره في الخارج.
بعد الانتهاء من الأحداث الدرامية، أمرت النيابة العامة بتوقيف الفاعل وإعادة المبلغ بدعوى أنه استحصل عليه بالقوة غير المشروعة.
عبد الله لم يحج في الدولة او القانون من يعيد له حقه، غير الذي كان فعله التهديد بحرق نفسه والخصم بالبنزين، تماماً مثل المواطن الفلسطيني المقدسي الذي لم يجد من يمنع تجديد تشريده سوى التهديد بحرق نفسه وأهله بأسطوانة الغاز.
طريفٌ رشيقٌ ومريب، تعبير ”استيفاء الحق بالذات“ وهو يُذكّر ببعض الشعارات الخشنة التي كان رفعها نشطاء الحراكيين في مهرجاناتهم بوسط بيروت قبل عامين.
ويستحق هذا التعبير أن يكون شريكا في
”صورة الأسبوع“ العربية التي تتحدى قدرتك على استقصاء حجم اليأس الذي يشكّل خلفيتها
بقلم الإعلامية اماني نشابة